بحث عن اللاعتقاد في أمريكا (مترجم)

بحث عن اللا عتقاد Non-Belief في أمريكا

كريستوفر ف. سيلفر Christopher F Silver 

 

نظرة عامة على البحث :

لم تفرق البحوث والدراسات السابقة المهتمة بـ (الرؤى المتنوعة عن الاعتقاد) في الولايات المتحدة الأمريكية بين الذين لا يؤمنون بوجود الله أو أي آلهة وبين مَن يسمون بـ "اللادينيين". وهذا التصنيف الفضفاض يدخل الشخص "اللاديني" تحت مظلة المجموعة المتجانسة في أمريكا اليوم، فلا يفرق بين مَن يؤمن بوجود إله وبين مَن لا يؤمن بوجود إله. بل وأكثر من ذلك حيث ساد اعتقاد بأن اللا اعتقاديين كلهم سواء. وذكر الباحثان الأساسيان كريس سيلفر وتوماس جي كول مان الثالث حسب خبرتهم وارتباطهم بالمجتمع الملحد أن هذا التصنيف لم يفشل فقط في تصوير تنوع المعتقدات (أو عدم الاعتقاد) بل حتى مصطلحي الإلحاد واللا أدرية يعانيان من نفس هذا الخلط. فكل مصطلح له معنى وتفسير مختلف عند كثير من الناس. بل وفي نطاق أوسع من نفسية اللا اعتقاد ثبت أن الإلحاد واللا أدرية معقدان اجتماعياً. واهتم كثير من اللا اعتقاديين بوصمة العار التي ألحقها المجتمع بهم. وذكر بعضهم شيئاً منها في المقابلات. كما قدم آخرون مؤشرات كمية عن تصورات خارجية متنوعة. ويتركز قلقهم على مسألة المساواة في الحقوق والأمن الشخصي والأسري وتصورات الأحباب والأصدقاء عنهم.

وظهر موضوع آخر من هذه البيانات متعلق بتعريفات ومواضيع اللا اعتقاد. فقد ذكر أكثر المشاركين التعريفات التي يقولها الناس عنهم سواء كانوا لا اعتقاديين أو خارج دائرة اللا اعتقاد. وذكر مشاركون آخرون أنهم غير متأكدون من كيف يرى الناس تعقيدات مجتمع اللا اعتقاديين. والملاحظة الأساسية ببساطة أن اللا اعتقاد تنوع مجتمعي وجودي مع تنوع في المصطلحات الوصفية الموظفة في الهوية الذاتية. وبالنسبة للكثيرين هناك اختلاف كبير حول العناصر التي تشكل المجتمع وحول تحديد مَن يكون ضمن هوية ذاتية محددة مثل الملحدين واللا أدريين ومَن يكون خارجها. وقاد هذا التعقيد فريقنا للبحث عن أشهر تعريفات اللا اعتقاد. وإذا ظهرت نماذج بهذه الطريقة يمكننا أن نقدم جدولاً للأنواع نستطيع أن نرتب من خلاله الاختلاف والتعقيد.

وبحث (اللا اعتقاد في أمريكا) هو دراسة مكونة من جزئين، الجزء النوعي وفيه 59 مقابلة شخصية سمحت للمشاركين أن يعرفوا المصطلحات الشائعة للا اعتقاد وأن يشرحوها بحرية تامة وأن يقدموا أجوبة لمقابلة شبه هيكلية تسعى لتوثيق الحياة. حيث راجع كل من سيلفر وكولمان كل مقابلة وأعطوها رقما وحددا بذلك أشهر المواضيع المطروحة في أجوبة المشاركين. وقد استخدمت هذه الأجوبة في تصميم أنماط للا اعتقاد يمكن استخدامها في الدراسات القادمة عن اللا اعتقاد، أو بناء دراسات عليها في العلوم الاجتماعية بصفتها مجال بحث شرعي قائم بذاته ومختلف عن الدراسة العلمية الاجتماعية لـ "الدين".

وعرضنا نظرة عامة مختصرة لنتائجنا وما نتمنى أن يكون على الأقل قسماً حديثاً في تصنيف "اللا ديني" الموحد، وقد استندنا على اختلاف أنواع اللا اعتقاد التي تشكل شريحة مهمة ومتزايدة في أمريكا اليوم. وقد توصلنا إلى ستة أنماط حسب البيانات المعطاة وهي كالآتي:

الملحد/اللا أدري العقلاني (IAA)(1)

أول وأكثر نوع نوقش هو ما يمكن أن نسميه بالملحد/اللا أدري العقلاني. يشمل نمط الملحد/اللا أدري العقلاني كل شخص يبادر إلى تعليم نفسه من خلال الارتباط العقلاني ويبادر لاكتساب المعرفة في مواضيع كثيرة متعلقة بعلم الوجود (البحث عن الحقيقة) واللا اعتقاد. وهو يستمتع بالمشاريع الجدلية مثل المناظرات الديموقراطية المثرية والنقاشات وهو بالأساس مُحفز لذلك. وغالباً ما يكون مطلعاً على ما يكتب في الاعتقاد واللا اعتقاد ويميل إلى نقل مقولات الكتاب في نقاشاتهم.

ويرتبط اللا أدري بالعقلاني بغض النظر عن موقفه الوجودي طالما كان هذا الشخص متعلم ومطلع على مختلف القضايا العلمية والفلسفية واللاهوت "العقلاني" والحوارات الدينية السياسية الاجتماعية. وقد يستمتع أيضاً بمناقشة المواقف المعرفية المتعلقة بالوجود واللا وجود للإله. كما يستخدم مصادر نصية كالكتب العقلانية. وقد يستخدم اللا أدري التكنولوجيا كالانترنت لقراءة أشهر المدونات والاطلاع على مقاطع فيديو عبر اليوتيوب والاستماع إلى برامج صوتية في نفس اهتماماته. كما يعتبر الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى أوساطاً للتعلم والمناقشة. ولكن لا يقتصر اهتمام اللا أدري على الوسائط الالكترونية بل إنه أحياناً ينضم إلى مجموعات حقيقية ويعقد اجتماعات على أرض الواقع مثل مختلف اللقاءات والمجموعات العقلانية والتفكير الحر للنقاشات والتفاعلات المثيرة التفكير. وطريقة الملحد/اللا أدري العقلاني هي تبرير التحفيز الاجتماعي المعرفي.

الملحد/اللا أدري الناشط (AAA)(2)

أما النمط الثاني فيستوجب أن يكون الشخص عضواً فاعلاً في المجتمع، ويسمى بالملحد/اللا أدري الناشط. وصاحب هذا النمط غير راض عن اتخاذ موقف اللا اعتقاد ببساطة، بل يسعى إلى أن يكون فاعلاً بشأن القضايا الراهنة في المحيط السياسي الاجتماعي اللا أدري و/أو الإلحادي. وقد يشمل هذا المحيط قضايا المساواة ولكنه لا يقتصر عليها، مثل قضايا الإنسانية والشذوذ الجنسي (سحاق ولواط) والمخنثين والمتحولين جنسياً، والقضايا السياسية والاجتماعية وحقوق الإنسان، والقضايا البيئية وحقوق الحيوان، وقضايا جدلية مثل فصل الكنيسة عن الدولة. وقد يقل نشاطه ليقتصر على تعليم صديق مثلاً، وقد يتسع ليشمل النشاطات الاجتماعية مثل مقاطعة المنتجات ودعم الإجراءات القانونية وتسيير المظاهرات الشعبية لزيادة الوعي. والملحد/اللا أدري الناشط شخص طبيعي وإنساني في الأغلب ولكن لا يقتصر اهتمامه على هذه الأمور الأخلاقية. وليس غريباً على الشخص الملحد/اللا أدري الناشط أن يتحالف مع حركات أخرى ليدعم الوعي الاجتماعي. وهو أيضاً ليس شخصاً فارغاً بل يسخر اهتماماته واعتقاداته ليؤثر.

اللا أدري الباحث (SA)(3)

والوصف النمطي الثالث هو اللا أدري الباحث. والشخص ذو النمط اللا أدري الباحث منسجم مع الاحتمالات الميتافيزيقية التي تحول دون الوجود الميتافيزيقي، أو على الأقل يدرك الصعوبات الفلسفية والتعقيدات في تكوين الأدلة الشخصية المتعلقة بالمعتقدات الأيديولوجية. قد يصف نفسه بالملحد أو الملحد اللا أدري لأنه ببساطة ليس متأكداً من أي وجود إلهي أو سماوي. وهو متفتح بشأن المناظرات بين الفئة الدينية والروحية وغير المؤمنة في المجتمع.

يدرك اللا أدري الباحث قصور المعرفة والخبرة البشرية. ولكنه يبحث بنشاط عن المعرفة والأدلة ويتجاوب معها، سواء كان مدافعاً لدعوى الحقيقة أو محارباً لها. كما أنه يفهم أو على أقل تقدير يدرك التعقيدات النوعية للخبرات في تكوين المعنى الشخصي. فلا يتبنى اللا أدري الباحث موقفاً أيديولوجياً حازماً بل يبحث دائماً عن تأكيد معنى الحياة المعجز في العلم والعميق في الخبرة. وقد يكون متحفزاً داخلياً للبحث عن فهم العالم من حوله. وتنوع الآخرين أمر مقبول عند اللا أدري الباحث، والتعايش معهم ليس أمراً ممكناً فحسب بل أمر مرحب به. وقد يتوسط العلم لنظرته المستقبلية الدنيوية ولكنه يدرك القصور العلمي في الوقت الحالي ومذهبه الشك العلمي، وهو مطمئن لهذه الفكرة ويستمتع بمناقشتها. كما أن بعض الملحدين/اللا أدريين العقلانيين  أو اللا اعتقاديين قد يتهمون اللا أدري الباحث بتجنب المسؤولية أو بالالتزام أكثر بتأكيد الإلحاد. وفي المقابل يراه مَن هم خارج دائرة الإلحاد أنه حالة انتقالية وجودية من الدين أو الروحية إلى الإلحاد.

وفي بعض الحالات قد يفتقد اللا أدري الباحث الاعتقاد سواء للفوائد الاجتماعية أو الارتباطات العاطفية مع الأصدقاء أو العائلة. وأحياناً يتسبب الاختلاف العقلاني مع إلهه أو عقيدته السابقة في بعض التنافر المعرفي، ومن المحتمل أن يستمر في انتمائه الديني أو الروحي. ولكن مع اعتبار هذه الحالات الاستثنائية فإنه يجب ألا يوصف اللا أدري الباحث بأنه "محتار" لأن مذهبه هو الشك.

المعادي للإيمان(4)

النمط الرابع وأحد أكثر الجازمين بآرائهم أسميناه المعادي للإيمان. قد يعتبر البعض المعادي للإيمان ملحداً أو قد يوصف بأنه "ملحد جديد" وهو في الحقيقة على عكس الفكر الديني تماماً، فمثلاً المعادي للإيمان الجازم يجزم بآرائه تجاه الآخرين مسبقاً وبعدائية عندما يجد الفرصة طمعاً في أن يعتقد المؤمنون بوجود الله بالطبيعة البالية للاعتقاد واللاهوت. بمعنى آخر يرى المعادي للإيمان أن الدين جهل، ويصف كل شخص أو مؤسسة/جماعة ترتبط به بالتخلف والإساءة للمجتمع. ولمعادي الإيمان فهم واضح –في نظره هو الأفضل- لقصور الدين وخطره. ويرى مغالطات الدين المنطقية على أنها آراء سائدة متخلفة لا يقتصر ضررها على السلام وترابط المجتمع بل يشمل التقدم التكنولوجي والرقي الحضاري بأكمله. فهو مضطر لمشاركة آرائه وراغب في إعلام الآخرين بموقفه الأيديولوجي ويحاول أن يفعل هذا كلما سنحت له الفرصة. يشعر بعض الأشخاص المعادين للإيمان بأنهم مضطرين إلى العمل ضد المؤسسة الدينية بجميع أشكالها سواء اجتماعية أو سياسية أو أيديولوجية، بينما قد يجزم الآخرون بآرائهم مع الأشخاص الدينيين على الصعيد الشخصي. يؤمن معادي الإيمان بأنه يجب التصدي للمغالطات الواضحة في الدين والاعتقاد بعدائية بشكل أو بآخر. ولاختلاف الشخصيات قد يكون بعض معادي الإيمان جازمين أكثر من غيرهم، ولكن يعلم أصدقائهم ومَن يختلف عنهم تماماً موقفهم بعلاقتهم مع معادي الإيمان. ونظرتهم السائدة فعلياً ليست لغزاً. فردة فعل معادي الإيمان تجاه المناصر للدين تعتمد غالباً على النضج النفسي والاجتماعي.

غير المؤمن(5)

النمط الخامس يسمى بغير المؤمن، مع أن قلة من الناس يصنفون أنفسهم تحت هذا النمط إلا أنهم مروا بتجربة مع آخرين يصنفون أنفسهم بغير المؤمنين. التحزب الديني بالنسبة لغير المؤمن أو العكس باتخاذ موقف معرفي ضد الدين قد يبدو غير تقليدي نوعاً ما من وجهة نظره. ولكن قد تصف بعض الأوصاف شعور غير المؤمن بأنه لا مبالي وغير مهتم. ويعد غير المؤمن شخصاً غير فاعل فيما يخص مشاركته في النشاطات الفكرية أو الاجتماعية التي تناقش الدين أو اللا دين، ولا يشكل الدين أي دور أو قضية في وعيه أو آراءه السائدة، بل لا يهتم بالحركات التي يقوم بها الملحدون أو اللا أدريون، كما أن الوجود الخارق للطبيعة لا يثير اهتمامه مطلقاً، ولا يهتم أيضاً ببرامج العلمانيين، ببساطة غير المؤمن هو لاديني لا مبالي، لا يؤمن وعدم إيمانه يعني عدم تصديقه بالدين بكل أشكاله في نطاق فكره.

الملحد/اللا أدري الطقوسي (RAA)(6)

والنمط السادس والأخير هو الأغرب وغير المتوقع، حيث بالكشف عنه وصفناه بأنه الملحد/اللا أدري الطقوسي. والملحد/اللا أدري الطقوسي لا يؤمن بأي شيء إلهي أو سماوي، ويميل إلى عدم الاعتقاد بالحياة الآخرة مع الله أو السماوية. كما أن لديه عقلاً منفتحاً بشأن عدم اعتقاده، وقد يتعلم جوانب عديدة من معتقدات الآخرين. وأحد أهم الصفات التي تميز الملحد/اللا أدري الطقوسي عن غيره هي أنه قد يجد منفعة في تعاليم بعض التقاليد الدينية. يرى فيها تعاليم فلسفية عن طريقة العيش وتحقيق السعادة سواء أقل أو أكثر من كونها حرية غيبية، ويرون أن هناك منفعة من التقاليد والشعائر. على سبيل المثال قد يشارك الملحد/اللا أدري الطقوسي في طقوس معينة ومراسم ومناسبات موسيقية وشفاعة وفصول يوغا ونشاطات الإجازات. وقد ترتبط هذه المشاركة بالهوية العرقية (اليهودية مثلا) أو المنفعة المتحققة من بعض الممارسات التي تحسن حياة الآخرين.

وقد يخطئ الكثير في تصنيف الملحد/اللا أدري الطقوسي بأنه روحي ولكن ليس ديني، لكنه يحب أن يوضح أنه ملحد أو لا أدري فيما يتعلق بنظرته الأنطولوجية. وقد يحترم الملحد/اللا أدري الطقوسي ببساطة الرمزية العميقة الملازمة للطقوس الدينية والمعتقدات والمراسم. فهو ينظر إلى هذه المراسم والطقوس بأنها تكوين معنى شخصي في الحياة، قد يكون هذا المعنى استحساناً فنياً أو ثقافياً للنظام البشري للمعنى أكثر من الاقتناع بأنه ليس هناك حقيقة أكبر غير الحقيقة التي ندركها عن العالم الدنيوي. وفي بعض الحالات، قد يتجانس مع التقاليد الدينية باعتبارها من مضامين الهوية الثقافية بل ويشارك بفاعلية في الطقوس الدينية. ومع أن الملحد/اللا أدري الطقوسي قد يشيد بارتباطه بالمنظمات الدينية أو قد يسمي نفسه ممارساً ثقافياً لنشاط العقدي إلا أنه منفتح وصادق بشأن موقفه الانطولوجي ولا يخفي كفره بالمعتقدات الميتافيزيقية أو اللاهوتية. كما أنه قد يتجانس شعائرياً أو رمزياً مع اليهودية أو الوثنية أو البوذية أو عبادة الشيطان مثلاً.

وهنا نعرض تكرار هذه الأنماط. حيث الهوية الفكرية (الأكاديمية) كانت أكبر فئة مشاركة في الاستطلاع. ومن هنا استنتج فريق العمل أنه ربما يكون هناك مجموعات أكبر ضمن مشاركي هذا الاستطلاع حقيقة. وربما تم تقسيم الملحدين\الا أدريين الفكريين حسب اهتماماتهم المعرفية ما بين الفلسفية والعلمية. وإن كان الأمر كذلك فيجب إجراء مزيد من الأبحاث.

نسبة المشاركين المنتمين للأنماط المذكورة:

مقارنة نسبة أنماط اللا اعتقاد حسب الاختلافات الجغرافية. وتظهر العينة المدروسة أكثر في الجنوب الأوسط. وتشمل العينة مشاركين آخرين من مناطق أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية. وكما هو موضح في الجدول الآتي تظهر بعض الأنماط أكثر من غيرها في بعض المناطق.

نسبة اختلاف الأنماط حسب المنطقة:

وقد تفاقمت العنصرية والتحيز ضد اللا اعتقاديين في العالم بشكل عام وفي أمريكا بشكل خاص (المصدر: كراقون وكوزمين وكيسار وهامر ونيلسن - 2012)، وبلا شك عديد من الملحدين الذين يقرأون نتيجة البحث هذا الوقت تعرضوا للعنصرية أو التحيز على صعيد شخصي. ولابد أنهم قد سمعوا افتراضات/تعميمات نمطية من الأصدقاء أو العائلة أو المعارف بدءاً من "كل الملحدين غاضبين وجدليين" إلى "كل الكفار دوغمائيين تماماً مثل الدينيين". ولحسن الحظ، أحد أكثر الأسئلة التي ناقشها هذا البحث التجريبي هو "هل كل الملحدين غاضبين؟ أو جدليين؟ أو دوغمائيين ؟" وأجابت نتائجنا على هذا السؤال إجابة مدوية: "بالطبع لا"! وإن كان هناك مجموعة من اللا اعتقاديين في عينتنا ينطبق عليها الافتراض بأنهم "غاضبين أو جدليين أو دوغمائيين " فهم معادي الإيمان. فهذه المجموعة هي الأعلى من بين الأنماط الأخرى حسب قياسات نفسية تجريبية للغضب والاستقلالية والقبول والنرجسية والدوغمائية، وكانت هي المجموعة الأقل في قياسات العلاقات الإيجابية مع الآخرين.

مقارنة رمزية/اسمية لمقاييس أنماط اللا اعتقاد:

وإن استمر التحيز ضد الملحدين فقد ينشأ مصدر للتجارب السلبية الحاصلة من الدينيين الذين يتفاعلون مع فئة صغيرة جداً من المجموع الكلي للا اعتقاديين خاصة معادي الإيمان. بمعنى آخر، أظهر هذا البحث أن ما نسبته 85% من عينة اللا اعتقاديين في هذا البحث في المعدل الطبيعي يزيد أو ينقص فيما يتعلق بوصف "غاضبين أو جدليين أو دوغمائيين"، فهم يتماشون مع معايير المجتمع ولا غرابة هنا، عذراً للا اعتقاديين فأنتم طبيعيين فيما يتعلق بالاضطرابات النفسية.

ومن المهم أيضاً الاعتراف بأن الوصف الافتراضي المستخدم هنا "غاضبين أو جدليين أو دوغمائيين" لا يعني أن ليس لهؤلاء معادي الإيمان الحق في أن يكونوا كما وصفوا أو أنه لا يوجد إجابات نفسية مناسبة عند إعادة صياغة السياق في ضوء تجارب حياة معادي الإيمان لتحدد. مثلاً كثير من أصحاب نمط معادي الإيمان أجابوا بأنهم انتقلوا من اعتقاد ديني أو أنهم غير راضين عن الوضع الاجتماعي الراهن، خاصة في المناطق الجغرافية التي يكون فيها لتوتر الاجتماعي عالياً مثل الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية. وإذا شاركنا في تجربة فكرية صغيرة على أننا منتقلون/متحولون مؤخراً من تقاليد دينية (متحفظة في أكثر الأحيان) إلى الإلحاد فسيكون من السهل معرفة وضع هذه الفئة الصغيرة/الفرعية، وربما لا يلام أفرادها في كونهم غاضبين أو جدليين بعد أن قبلوا النظرة السائدة لشواذ معتقدهم الحالي أو انعدامه، خاصة في مواطن يكون فيها التوتر الاجتماعي عالياً بين الدينيين واللا اعتقاديين بشكل عام.

ومن المهم جداً إدراك أن هذه المقارنات أجريت على "اللا اعتقاديين". بمعنى آخر، هذه النتائج لا تنطبق على "الاعتقاديين" أو أي فرد يطلق عليه "ديني" وبالتالي لا يمكن استخلاص نتائج أو مراجع تجريبية حالياً مثل كيف لهاتين المجموعتين أو فروع المجموعات أن يتواجها. ويجب بالطبع إجراء بحث إضافي على هذه الأنماط فيما يتعلق بالاعتقاديين لمعرفة صحة هذه النتائج للمدركات الخارجية.

-----------------------------

(1) Intellectual Atheist/Agnostic

(2) Activist Atheist/Agnostic

(3) Seeker-Agnostic

(4) Anti-Theist

(5) Non-Theist

(6) Ritual Atheist/Agnostic

 

المصدر وفيه جميع المعلومات والروابط الفرعية:

http://www.atheismresearch.com/